ما هو فن تسويق الذات؟ ما مفهوم Personal branding بالعربي؟
يتعامل السواد الأعظم من الناس مع العلامة التجارية على أنها مقتصرة فقط على نشاط تجاري، يتضمن إعطاء اسم وصورة معينين لسلعة أو خدمة معينة، بحيث ينجذب الناس إليها ويأخذون قرار بشرائها، من المؤسف أن هذا المصطلح يستخدم فقط مع تدفقات المبيعات والتسويق، ونتجاهل جميع الجوانب الأخرى له، خاصة تلك الزاوية الأكثر إنتاجية لهذا المصطلح وهي “العلامة التجارية الذاتية“، أو ” فن تسويق الذات”، دعونا نتحدث عن هذا المفهوم بالتفصيل.
أهمية فن تسويق الذات
إذا تعمقنا في التفكير، فسوف ندرك أنه أصبح من الضروري الاهتمام بفن تسويق الذات، وإنشاء علامتنا التجارية الخاصة في المهنة أو الصناعة التي نعمل بها، يحرص الكثيرين على تكوين صورة ذهنية جيدة واسم في السوق، ولكنهم غير مدركين للسر وراء تحقيق ذلك.
أي شخص قد يتراجع في قراره، ويتعلق السبب دائمًا بالخوف، وعدم اليقين، والتوتر من احتمال سخرية الناس حين التفكير في الاعتماد على فن تسويق الذات، وإنشاء علامة تجارية خاصة.
لكن الحقيقة هي أننا نعيش في عصر ديناميكي، حيث تطور العلامات الأكثر ربحًا وتتابع كفاءات ومهارات الأشخاص الذين يفكرون في إنشاء علامة تجارية شخصية في هذه البيئة سريعة الخطى، لذا نحتاج إلى فن تسويق الذات.
اقتراحات لاستخدام فن تسويق الذات
نحن نعيش في زمن يتطلب تسويق العمل الذي نقوم به، لذا نعرض أهم المقترحات لإنشاء علامة تجارية خاصة، واستخدام فن تسويق الذات بشكل سليم؛ لتخلق رؤية كافية للاعتراف بعلامتك كمؤثر في صناعتك، وهي:
كن تحليليًا وليس متشائمًا في الاجتماعات
تعد تلك أهم خطوة في فن تسويق الذات، تعود أن تنضم إلى الاجتماع وكلك نظرة إيجابية وتجنب الأنانية الشخصية، الناس لا تجب الشخص الذي يعترض ويقول لا لكل شيء تتم مناقشته في الاجتماع.
يصور نفسه من خلال هذا التعامل في عقول الناس على أنه شخص متشائم، لكن الشخص الذي يشرح كل شيء بعقلانية وحقائق يستحوذ على الاهتمام أكثر، وينجح في تفعيل فن تسويق الذات.
وضع الجسم والثقة أثناء الاجتماعات
ثاني اقتراح في فن تسويق الذات، هي الطريقة الأسهل والأكثر فاعلية للتألق في الاجتماع، وهي الحفاظ على وضعية الجسم المستقيمة، يجب أن تبدو قويًا وواثقًا أثناء التحدث.
حافظ على اتصال دقيق بالعين أثناء التحدث، وعدّل ابتسامة وجهك بناءً على المحتوى الذي تتم مناقشته، إذا كان اجتماعًا افتراضيًا، فإن تشغيل الكاميرا شيء أساسي لخلق انطباع لدى الجمهور أو العميل، من الجيد دائمًا التحدث إلى الأشخاص وجهًا لوجه؛ هذا يمكنك من استخدام فن تسويق الذات بشكل سليم، حيث يخلق المزيد من التواصل بين الناس وبناء علاقات صحية.
رواية القصص المؤثرة
تساعد رواية القصص المؤثرة أثناء المقابلة والعروض التقديمية دائمًا على جذب انتباه الجمهور، كما تحقق الهدف من تنفيذ خطوات فن تسويق الذات، اروِ قصصك مثل الأفلام أو أقرب ما يكون من الاستاند أب، حتى لا يفقد الجمهور الاهتمام أبدًا.
تتطلب هذه الخطوة أمر هام لإتقان فن تسويق الذات وجعله بناءً، اهتم بتعديل الصوت أثناء عرض قصتك، فمثلًا: عند وصف الحالات المزاجية المختلفة أثناء التحدث، أو وصف أسلوب معين.
يمكنك أن تبدأ برواية تجاربك المتعلقة بالموضوع حتى يتمكن الجمهور من الارتباط به أكثر، وعندما يبني الجمهور اهتمامًا بالموضوع، يمكنك توجيه فن تسويق الذات وعرض الحقائق التي ترغب في عرضها، يمكنك إعطاء أمثلة لكسب ثقة المستمعين.
البصمة الاجتماعية الفعالة
يؤكد فن تسويق الذات أهمية تحديث ملفات التعريف على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة على LinkedIn و Twitter و Facebook بأحدث المعلومات والكفاءات، والمؤهلات المهنية، كما يجب أن تكون صور الملف الخاصة محترفة ورائعة، سيخلق هذا بصمة اجتماعية قوية عندما يتصفح شخص ما ملفك.
لا تخجل أبدًا من مشاركة أفكارك في المجموعات ذات الصلة؛ هذا الاقتراح يعزز شخصيتك ويجعلك متمكن من رؤية الأعمال التي تهتم بها.
المعارف العامة والشؤون الجارية
يؤكد فن تسويق الذات على أهمية تنمية عادة جمع المعلومات ومتابعة الأخبار اليومية، يساعد هذا الأمر على متابعة الشؤون العامة، ويأتي دوره عندما تريد بدء محادثة في مقابلة، يمكنك أن تبدأ بالحديث عن الأخبار الشائعة، ثم تصل إلى الموضوع الذي ترغب في التحدث عنه في النهاية.
يغرس هذا الأمر الثقة بين الأشخاص الآخرين، ويساعد على بناء الفريق، كما أنه يخلق انطباعًا إيجابيًا فيما يتعلق بعادات التعلم لديك.
التعلم من الأقران
يواجهنا موقف في كثير من الأحيان، أنه قد تكون في اجتماع ولا تعرف أي شيء مما تتم مناقشته، أسهل حيلة يخبرنا بها فن تسويق الذات هي ملاحظة ما يقوله أقراننا ثم إعادة صياغة نفس الكلمات، وتتمثل القوة الرئيسية في أن تكون واضحًا وحاسمًا؛ لتسهيل أفكار الآخرين وجعلها خاصة بك.
تمتع بروح الدعابة
يريد الجميع أن يضحك ويخلق بيئة ودية في مكان العمل، الشخص الذي يتمتع بروح الدعابة يكون لطيفًا مع كل شخص في العمل، لا يعني ذلك بالضرورة إلقاء النكات، لكن نقصد إبقاء البيئة مبهجة وبناء مزاج إيجابي بين الجميع، حاول دائمًا دعم الأقران المحتاجين وخلق انطباع في أذهان الجميع أنك ستكون موجودًا من أجلهم.
الاستعداد المكثف قبل الاجتماع والعروض التقديمية
ستتقن فن تسويق الذات بسرعة إذا سعيت نحو التعلم، ينعكس التعطش للتعلم والاستفادة من التعلم على جميع الاجتماعات والعروض التقديمية التي نشارك فيها، فلا تحضر أبدًا أي اجتماع دون استعداد كافي، يجب عليك دائمًا إجراء بحث مكثف عن الموضوع قبل الذهاب إلى العرض التقديمي.
يجب أن تنظم أفكارك وتستعد للتحدث عن الموضوع في وقت مبكر، سوف تتحسن اتصالاتك وثقتك أيضًا إذا كانت لديك خبرة فيما تقدمه، إذا كانت الإجابة على ٱي الأسئلة تتطلب ارتجال ولا تعرف الإجابة، فأخبر من طرح السؤال بثقة أنه “لست متأكدًا من الإجابة وسأعود إليك بعد التأكد منها قريبًا، ويجب أن تتأكد من الإجابة عليه بعد ذلك، فهذا يدل على التزامك تجاه العمل.
الصدق وقبول الأخطاء
يحترم الناس الصدق في كل مكان بغض النظر عن مكان العمل، نرتكب جميعًا العديد من الأخطاء أثناء العمل داخل، وخارج المكتب، ولا بأس في ارتكاب الأخطاء، يأتي أكبر تعلم في الحياة من خلال التعلم من أخطائنا وعدم تكرارها.
تكمن المشكلة عندما نتوقف عن قبول الخطأ، تذكر أننا سوف نكافأ دائمًا على الصدق عاجلًا أم آجلًا، بدلًا من أن تكون في وضع الإنكار، تحلى دائمًا بالرغبة في علاج الخطأ، وبمجرد بناء الثقة أمام عميلك، ستنمو علامتك التجارية الذاتية بشكل كبير.
مقدمة فعالة أثناء اجتماعات ومقابلات العميل
يعد تقديم أنفسنا بفعالية فرصة رائعة؛ لخلق انطباع في ذهن الشخص الذي تتم مقابلته، المقدمة هي الانطباع الأول، يجب أن تعطى أهمية قصوى لها، كما يجب أن تجعلها سلسة، ويجب أن تستمر عادة لمدة 2-3 دقائق، تم أذكر:
- المكان الذي تنتمي إليه إذا كان القائم بإجراء المقابلة يعرف اسمك بالفعل، وتحدث عن شخصيتك في سطرين.
- تحدث بإيجاز عن كفاءاتك المهنية، وأعلى مؤهل تعليمي، وأعلى شهادة مهنية حصلت عليها، مما سيجعل المحاور أكثر اهتمامًا بك.
- تحدث عن الأدوار والمسؤوليات في عملك الحالي.
- قبل اختتام المقدمة، تحدث عن هوايتك أو الشيء الذي تهتم به، يمكن أن يكون أي شيء آخر غير العمل مثل الكتابة والرقص والرسم والتمثيل.
- اذكر ما إذا كنت قد فعلت شيئًا غير عادي لإرضاء شغفك، هذا سوف يذهل القائم بإجراء المقابلة ويخلق انطباعًا بأنك مبدع.
كما يقال “روما لم تبن في يوم واحد”، تطوير العلامة التجارية الذاتية ليس شيئًا يُنجز في يوم واحد، لكن فن تسويق الذات له دور في مساعدتك على تخطي تلك المرحلة بنجاح، اهتم بالاقتراحات السابقة فقد تكون نقطة البداية.