لم يكن التسويق الشخصي مألوفًا في عالم الأعمال سابقًا، لكن عصرنا هذا مختلف، لذلك قد تغير الوضع، الآن أصبح الانتقال من وظيفة بدوام كامل إلى عمل مستقل، أمر طبيعي بل ويفضله اعدد كبير، وأصبح الأمر يتمحور أكثر حول التواجد عبر الإنترنت، وكسب ثقة الجمهور قبل تحولهم إلى عملاء، فتحولت العلامة التجارية الشخصية إلى مخطط للنجاح.
وفي هذه المقالة، سوف نستكشف عدة نقاط أهمها استراتيجيات التسويق الشخصي؛ لتوسيع رؤيتك وفهمك لهذه الفكرة.
ما هو التسويق الشخصي؟
تعرف العلامة التجارية الشخصية على أنها مجموع يتكون من، شخصية الفرد، والقيم التي يدافع عنها، والطرق التي يعبر بها عن نفسه، والجوانب المميزة لشخصيته.
وتعد الجوانب المميزة في الشخصية مفتاح النجاح في هذا المجال، التسويق الشخصي ليس المقصود به الطريقة التي يريد الفرد أن يراه بها، ولكنه يعني مدى تأثرهم بتجربتك وصدى شخصيتك.
عندما تفكر في (أحمد الغندور “الدحيح”)، أول ما يتبادر إلى ذهنك العلم والتاريخ، وعندما تشاهد حديث لـ (عمر سمرة)، تفكر في تحقيق المستحيل وقوة الإرادة، وعلى الرغم من أن كل استراتيجية لـ “التسويق الشخصي” فريدة من نوعها، إلا أنها تتمتع ببعض السمات المشتركة، ويوجد ستة أنواع أو استراتيجيات لـ “العلامة التجارية الشخصية”يمكن تمييزها.
استراتيجيات التسويق الشخصي
هناك ستة استراتيجيات لما يعرف بالتسويق الشخصي، ومن السهل ملاحظتها في منشئ المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد معرفتها ستتمكن من تحديد نوعك، واستراتيجية العلامة التجارية الشخصية تتلخص فيما يلي:
المؤثرون
يعرف المؤثرون بأنهم أشخاص على معرفة واسعة، وحماسيون، وغالبًا يفضلون الأفعال على الكلمات؛ لإلهام الجمهور، ويكون المؤثر في الأغلب هو الشخص الذي تفضل الحصول منه على أدلة مضمونة بناءً على خبرته الشخصية ونصائحه الصادقة.
يعملون بشكل دائم على مساعدة الآخرين، ويعجب جمهورهم بصدقهم وأصالتهم، وهي صفات يقدرها الأشخاص في جميع استراتيجيات التسويق الشخصي.
المهنيون
كما يدل الاِسم، يعرف المهنيون بأنهم أشخاص ذوو نفوذ كبير يتمتعون بسلوك مثابر، ويعرفون كيف يعملون على التسويق الشخصي، وبناء العلامة التجارية الشخصية ويستفيدون منها.
قد يعملون على مشاركة معلومات هامة خاصة بمجال عملهم؛ ليتمكنوا من النجاح وتضمين اسمهم كخبراء في هذا المجال، قد تلاحظ المهنيين في مدوناتهم الأنيقة والمتطورة، أو قد تقابلهم في صفحات التواصل الاجتماعي ذات الطابع التجاري.
الهيبسرتز
يشتهر بهذا النوع محبو الجاز، حيث يعرفون بإعطاء البوب شعبية واسعة ويتبنون الفردية عند تطوير استراتيجية التسويق الشخصي، وغالبًا ما يذهبون لتجربة أشياء جديدة ومختلفة، قبل أن يفكر في فعلها أي شخص آخر، ويقومون بمشاركة تلك التجربة الفريدة مع الآخرين، وبالتالي، فهذه استراتيجيات التسويق الشخصي التي تلجأ إليها في عمل دراسات الحالة أو اختبارات التصادم.
بوميرانج
تدور استراتيجية التسويق الشخصي لـ (بوميرانج) غالبًا حول الرغبة في الترفيه عن الجمهور من خلال نشر محتوى مثير، ويتمتع الـ (Boomerangs) بالقدرة على إثارة الجدل حول علامة البراند الشخصي الخاصة بهم، لكنهم لا يتمتعون بالمصداقية ولا يصدقون ما يقولونه ويفعلونه دائمًا عند تطوير علامة التسويق الشخصي.
وعلى الرغم من أنهم قادرون على زيادة أعداد جمهورهم، وتمكنهم من إقناع الجمهور بمتابعة علامتهم التجارية باستمرار، لكنهك في المقابل يخاطرون بأن يكونوا مجرد مادة للمراوغة.
الموصلون
تعمل استراتيجية التسويق الشخصي هذه على تمحور علامة التسويق الشخصي الخاصة بهم حول فكرة جمع الأشخاص، يعرفون الموصلون بأنهم أشخاص منفتحون، وجذابون، ومتحدثون، وقادة جيدون.
يميل الموصلون إلى رؤية الأشخاص يؤمنون بأفكارهم، لذلك يمكنك رؤيتهم ينظمون برامج وأحداث لجمع التبرعات، أو بكون لديهم قنوات تلفزيونية أو ملفات صوتية خاصة بهم، وغيرها من الوسائل التي تنشر الأفكار.
الانتقائيون
تشمل استراتيجية التسويق الشخصي الاِنتقائي الأشخاص المتميزين والمشرقين، الذين لديهم خبرة في عدم التدخل، ويمكن أن يقدموا نصائح سليمة ومدروسة للأشخاص الذين يعانون من مشكلة.
وبالرغم من ذلك فهم لا يشاركون خبرتهم مع الكثيرين، إما بسبب الاِختيار أو نتيجة افتقارهم إلى استراتيجية التسويق الشخصي السليمة، والمهارات اللازمة.
فوائد استراتيجية العلامة التجارية الشخصية
عالم الإنترنت مليء برواد الأعمال الواعدين، نلاحظ مواهب كثيرة عبر الإنترنت لدرجة أنك قد لا تكون قادرًا على متابعتها بشكل دائم، أو ملاحظة أكثرهم، وهذا قد يكون دليلًا على حاجتهم لاستراتيجات التسويق الشخصي، ولذلك دعنا نتعرف على فوائد تطوير علامة البراند الشخصي:
زيادة الثقة بالنفس
أهم شيء قد يدعمك هو أن تحظى بالإعجاب لتفردك وتميزك، وأن تتعامل على طبيعتك وتحصل على أموال مقابل ذلك، فهذا يعزز بشكل كبير طاقتك وثقتك بنفسك، يمكنك إنشاء البراند الشخصي من التخلص مجرد الثقة بالنفس.
تُعد علامة البراند الشخصي دليلًا على أن نجاحك لم يكن حظًا منذ البداية، ويؤكد أن ما وصلت إليه لم يكن بمساعدة أحد غيرك، ويدلل على أنك تستحق هذا النجاح، وتسعى كل يوم للحفاظ عليه بفضل مهاراتك وأصالتك.
اعلم أن هذه الميزة مختلفة كونها شخصية أكثر منها احترافية، لكنها بداية النجاح السليم في جميع الوظائف التجارية.
رفع مصداقية العلامة التجارية
كلما كنت ظاهرًا ومتواجدًا، كلما زادت ثقة الجمهور بك، تساعدك مشاركة المحتوى المليء بالمعلومات في تحديد خبرتك، كما يعتبر مكان مناسب لعرض موهبتك أو ما يميزك.
تتبع العديد من الأنشطة التجارية قاعدة معينة، وهي أن الناس يثقون بالآخرين، وهذه القاعدة تناسب العلامة التجارية الشخصية بشكل خاص، تأكد من أن مصداقيتك عبر الإنترنت لا تتمحور حول منتجك أو حولك فقط، يمكن أن يساعد التحدث مع جمهورك عند تطوير علامة البراند الشخصي في جعله أكثر مصداقية.
الكشف عن فرص العمل
لا تعتقد إن كل من يتابع علامتك التجارية الشخصية هو عميل لك، نحن كأفراد أو شركات أو مؤسسات أو منظمات غير الربحية، أو مدونون وغيرهم، نحب مراقبة المؤثرون وقادة الرأي، التواصل معهم.
عندما تنشئ علامة البراند الشخصي، لن يكون لديك فكرة عن فرص الأعمال التي تنتظرك، لكن مع زيادة متابعة الأشخاص لك خاصة هؤلاء الذين يعترفون بك كخبير في مجالهم، فقد تبدأ في تلقي دعوات إلى مقابلات، وجمعيات خيرية، وندوات عبر الإنترنت، ومشاريع مشتركة، وغير ذلك.
الاستقلال الوظيفي
أنواع العلامات التجارية الأخرى قد تتطلب منك التنازل عن اهتماماتك، والقيام بأمور لا تستمتع بها، لكن هذا لا يحدث أبدًا عند تطويرك علامة تجارية شخصية.
وهذا لأنه ليس هناك أحد ليخبرك بما عليك فعله، بصفتك لديك علامة تجارية شخصية، فإنك يجب أن تختار خبراء يعملون على بناء ميزة تنافسية تحقق من خلالها جميع أفكارك.
تعد استراتيجية علامة التسويق الشخصي المدروسة أساسية عندما تريد أن تكون مدير نفسك، دون التضحية بوقتك ومجهودك فيما لا يلهمك.
زيادة القيمة والثقة
مع الوقت أصبحت ثقافة الإنجاز المفرط والمثالية الكبيرة أقل جذبًا، فلن يرغب جمهورك في ملاحظة محتوى مزيف ممتلئ باللمعان والابتسامات المزيفة على صفحاتك، عليك تصديق أن بناء علامة البراند الشخصي لا تعني بالضرورة التمثيل وإخفاء أخطاءك.
يمكنك تحقيق ما تريده بالاعتماد على الصدق، وتحويل أخطاءك إلى خطط عمل شفافة وواقعية.
تذكر بعيدًا عن مدى كفاءتك أو معلوماتك، بالتأكيد نرتكب الأخطاء أحيانًا، وهذا يجعل المحتوى الخاص بك حقيقيًا وجاذبًا.
لا يستطيع أحد أن ينكر الشعور بالخوف والقلق عند بناء علامة التسويق الشخصي، لكن لا ننصحك بالمرور بهذا بمفردك، يمكنك الاِعتماد على فريق متميز لمساعدتك في الترويج أو كتابة المحتوى أو التصميم وغيره.