يرتبط مصطلح “رواية القصص” عادةً بكتابة مقال خيالي أو كتابة الكتب، لكن بالنسبة لبناء الهوية الشخصية التجارية المميزة، فمن الضروري رواية قصص شخصية عبر المنصات الرقمية.
تساعد القصص على تلخيص الموضوعات الكبيرة في فقرات سهلة الفهم ولا تنسى، سواء كنت فردًا أو منظمة صغيرة أو شركة كبيرة، ولديك علامة تجارية، فإن مشاركة قصتك الأصلية تساعد في تشكيل فهم المستمع لمن أنت، وأين كنت، وأين أصبحت؟ وأصبحت الطريقة التي تروي بها قصة الهوية الشخصية التجارية الخاصة بك والتي تشارك في تشكل مستقبلك، ولهذا السبب فإن سرد القصص هو المفتاح في بناء الهوية الشخصية الرقمية الناجحة.
وفي هذا المقال سوف نعرض أهمية رواية القصص بالنسبة لبناء الهوية الشخصية التجارية.
ما هي قصة الهوية الشخصية التجارية؟
تعرف قصة العلامة التجارية الشخصية بأنها سرد قوي، يشمل الحقائق، والمشاعر التي مررت بها أنت شخصيًا، أو علامتك التجارية، أو عملك، ويحدد بها الغرض الأساسي، والمعتقدات، والأهداف الشخصية إما قصيرة المدى أو طويلة المدى التي تجسد قيمك.
يساعد امتلاك قصة للعلامة التجارية الشخصية أن تركز على الأهداف قصيرة المدى وطويلة المدى، فهي تعمل كبوصلة توجهك نحو أهدافك، ومن خلال قصة العلامة التجارية الشخصية، يمكنك الشعور بمزيد من الثقة، والتأثير بشكل إيجابي على مستقبلك.
رواية القصص والهوية الشخصية التجارية
تحظى القصص بشعبية كبيرة لأنها أداة قوية في التواصل البشري، معظمنا يشعر عند سماع قصة إلى بأنه يعيش تجربة معينة ويتعامل معها، وغالبًا ما نتعاطف مع الشخصية الرئيسية، ويحدث هذا من خلال عملية “الاقتران العصبي” في الدماغ، وينتج عن هذا الاقتران العصبي الخوف، والفهم، والتوقع، والتعاطف، وينتج عن تأثير هذه المشاعر على المستمع الثقة.
تستغل الهوية الشخصية التجارية سرد القصص، لتتمكن من وإنشاء اتصال مشترك مع المستمع أو القارئ، ويمكن أن تولد الثقة من خلالها، وهذا هو المفتاح لبناء العلامة التجارية الشخصية الناجحة.
لماذا تبني قصة شخصية لعلامتك التجارية؟
حدد ما الذي يجعلك مميزًا؟ أي شخص لديه إجابة مختلفة، قد تقول والدتك أن السبب وراء ذلك هو ابتسامتك الجميلة، وقد يقول أصدقاؤك أن السبب هو وقوفك إلى جانبهم، بينما قد يقول زملاؤك إن السبب في ذلك هو أنك تنجح في تحقيق أهدافك بدقة، والقصة تحقق لك خلق قيمة فريدة لجميع الرؤى عن شخصيتك، سواء الأقارب، أو أرباب العمل، أو العملاء المحتملين، أو غيرهم
فكر في القيمة الخاصة التي يمكنك إضافتها إلى قصتك، قد تكون على علم بها أو قد لا تكون واضحة، ولكن الوصول لقصة شخصية لعلامتك التجارية يمكن أن يزيل أي شك، ورواية القصص كما ذكرنا هي مفتاحك للكشف عن علامتك التجارية الشخصية.
كيف تبني قصة الهوية الشخصية التجارية
يتطلب إنشاء قصة الهوية الشخصية التجارية الرائعة والمختلفة، أن تبدأ بتمييزها، أنت لا تروج لمجموعة مهارات أو تؤثر في عملية شراء، لكنك تعرض القصة الشخصية؛ لإنشاء اتصال حقيقي مع جمهورك.
لا يجب أن تهدف قصتك إلى تصويرك على أنك بطل خارق أو تتمتع بمهارات مذهلة، لكن القصة يجب أن تُظهر جانبك الإنساني، بسرد قصص تشمل العقبات، والفرح، والحزن، والنجاح، والفشل، والنمو، اجعل كل ذلك مشبع بصوتك وشخصيتك الفريدة.
تكمن رواية القصص الرائعة وراء العلامات التجارية الشخصية الأكثر نجاحًا في التاريخ، قد تسأل “لماذا أعرض قصص والمستهلكون يشترون منتجًا وليس قصة؟ لكن في الحقيقة تعمل القصة المقنعة على تمييز الهوية الشخصية التجارية الخاصة بك عن جميع العلامات التجارية الأخرى في مجالك.
القصص وبناء الهوية الشخصية التجارية
سواء كنت خريجًا حديثًا أو متمرسًا، فأنت بحاجة إلى بناء قصتك الشخصية؛ لتتمكن من تسهيل إجراء التواصل الصحيح، والوصول إلى الخطوة التالية في حياتك المهنية، ضع في اعتبارك جميع الأماكن التي ربما تكون قد عرضت قصة علامتك الشخصية بها في مرحلة أو أخرى من حياتك المهنية، مثل:
- مقابلات العمل أو الكلية.
- معارض الأعمال.
- مدونات على الإنترنت.
- وسائل التواصل الاجتماعي.
- اجتماعات أو مؤتمرات.
- العروض العامة والفعاليات.
فكر بشكل إيجابي لحياتك المهنية والهوية الشخصية التجارية الخاصة بك، وحدد كيف تريد تقديم قصتك، يخجل بعض الأشخاص من فكرة الهوية الشخصية التجارية؛ لأنها يمكن أن تظهر على أنها زائفة عندما يتم إجراؤها بشكل غير صحيح، ولكن تقديم قصة حقيقية يتيح لك المساهمة بفخر وثقة في المحادثات، وإظهار نفسك داخل مجتمع من المحترفين.
نصائح لقصة الهوية الشخصية التجارية القوية
يمكنك الاعتماد على عدد من النصائح عند بناء قصتك، وهم:
مراعاة أسلوب عرض القصة
لست بحاجة إلى أن تكون نجيب محفوظ لتكتب قصة الهوية الشخصية التجارية، ولكن الطريقة التي تروي بها قصتك مهمة، إذا كنت تريد أن تُعرف على أنك مؤثر في مجال الموضة، فيحب أن تعكس ذلك من خلال الألوان المريحة والملابس الرائعة، من ناحية أخرى، إذا كنت تبني الهوية الشخصية التجارية كمدرب يوغا، فيجب أن تعكس نغمتك الهدوء واليقظة.
الوصول إلى الهدف المطلوب
لا يمكن أن تنجح العلامة التجارية الشخصية إلا إذا كان هناك هدف في الاعتبار، سواء كنت ترغب في الوصول إلى قمة شركتك أو ببساطة بناء سمعتك في مهنتك الحالية، يجب أن يكون لقصة علامتك التجارية التأثير المطلوب، ابدأ في تحديد أهداف لبناء الهوية الشخصية التجارية الفعالة.
حدد الوسيلة المناسبة
الوسيلة التي تستخدمها لإيصال علامتك التجارية لا تقل أهمية عن القصة نفسها، بينما قد تجد الشركات أن القنوات الإعلانية التقليدية هي الطريقة الأكثر فاعلية لرواية قصتها، قد تجد الشركات الصغيرة والأفراد أنفسهم يستخدمون طرقًا أخرى، مثل LinkedIn، أو المواقع الشخصية، أو حتى المقابلات والكلام الشفهي، إذا لم تعتمد على وسيلة مناسبة لعرض قصة الهوية الشخصية التجارية، ستكون غير فعالة على الإطلاق.
حبكات مثيرة دون تحريف الحقيقة
تحتوي القصص التي لا تنسى على شخصيات فريدة، أو حبكات مثيرة للاهتمام، أو أسلوب يلفت الانتباه، وهذا ينطبق على الكتب والأفلام وقصص العلامات التجارية الشخصية، قرر ما الذي يجعلك فريدًا؟ هل لديك خلفية غير تقليدية؟ هل لديك سمة شخصية غير شائعة؟ ما السبب المقنع الذي لديك لفعل ذلك؟
الأمر يستحق التفكير، لكن لا تبالغ بشدة في مؤهلاتك، أو خبراتك، أو تحرف قصتك، نحن نعيش في عصر تبادل المعلومات، لذا كن حذرًا فيما تطرحه.
تطور الهوية الشخصية التجارية وقصتك
تتطور العلامة التجارية الشخصية بشكل مستمر، وعليك التأكد من أن قصتك تطور هي الأخرى وتسير في الاتجاه الصحيح، لا يصح أبدُا الحفاظ على قصة معينة لأنها تمكنت من تحقيق النجاح لعلامتك التجارية الشخصية، فمثل أي شيء آخر، تحتاج قصة علامتك التجارية الشخصية إلى الاهتمام بها، ورعايتها، وتطويرها أثناء تطورك، تأكد من هذا الأمر واستمر في تطويره في الاتجاه الصحيح.
عناصر قصة العلامة التجارية الجيدة
تتكون قصة الهوية الشخصية التجارية الناجحة من عدة عناصر، هي:
- الصراع.
- العمل.
- النجاح.
- نصل
تذكر أن البساطة هي المفتاح دائمًا، لا تضيف الكثير من التعقيد إلى قصة علامتك التجارية، وإلا ستضعف رسالتك، قدم المعلومات الأساسية فقط لتوجيه القارئ خلال سردك، تذكر أن قصة علامتك التجارية الشخصية هي قصة حية ومتنقلة، فهي تتكيف مع جمهورك دون أن تفقد جوهرها.
لا تعد كتابة قصة علامة تجارية شخصية سوى خطوة واحدة صغيرة في التأثيرات الدائمة التي من المحتمل أن تحدثها،تذكر أن قصة الهوية الشخصية التجارية ليست مجرد قصة شخصية تكتب مرة واحدة وتنسى، لكنها تحتاج إلى إعادة النظر فيها كثيرًا، وتعديلها بكل جديد في علامتك التجارية الشخصية.