ما الفرق بين العلامة التجارية للشركات وبناء العلامة الشخصية؟
عندما يذكر شخص علامة تجارية مثل Apple سوف تفكر في مجموعة أشياء، قد تكون منتجات الشركة التابعة لهذه العلامة التجارية، وقد تكون قيمة معينة تعرف بها الشركة مثل: الجودة أو الأمان أو يمتلك منتجاتهم الأغنياء أو المتميزون، وهناك قيم أخرى قد تفكر بها.
لكن ماذا لو ذكر شخص اسم مثل (محمود العربي) ماذا سيتبادر إلى ذهنك؟ قد تفكر فيه على أنه رجل طموح، عقلية مبهرة، رمز للعطاء، حكيم، شجاع، وغيرها من الصفات التي عُرف بها، مثال آخر: لو ذكرنا(محمد صلاح) سيتبادر إلى ذهنك .. فكرة أنه مكافح، متواضع، أنجح لاعب في الوطن العربي، ومن أفضل الرياضيين وأبرزهم في العالم، شخصية محبوبة.
وفي هذا المقال سنتعرف على كيفية بناء العلامة الشخصية بشكل سليم.
لماذا بناء العلامة الشخصية مهم؟
الأمثلة السابقة تقودنا إلى تساؤل بسيط، وهو كيف نربط كل الأفكار، والقيم، والشعور باسم شخص؟
وإجابة هذا السؤال أننا سنجد هذا الربط حدث نتيجة عملية تسويق الذات الدائمة بشكل مباشر أو غير مباشر، بل أحيانًا يكون بلا وعي، من خلال ما يفعله ويقدمه ويتركه من أفكار وانطباعات وأثر لدى الجميع، وخصوصًا جمهوره المستهدف الذي يهتم بتوصيل المعلومات له، ويسعى دائمًا لأن يكون معروفًا عنده بقيم وأفكار معينة.
إذا فكرنا ودرسنا ما الذي يعود على أي علامة تجارية عند ربطها بقيم وأفكار وشعور، سنعرف مدى ضرورة أن يبدأ كل منا في بناء العلامة الشخصية، والتي إذا ذكرتها تبدأ في التأثير على الآخرين، وتغير شعوره وسلوكه عندما يسمع عن العلامة التجارية الشخصية أو يقرأ عنها أو يراها.
ولهذا يجب أن تحدد عند بناء العلامة الشخصية، كل ما يلي:
- ما الذي يجب أن يعرفه الجمهور عنك، وخصوصًا الجمهور المستهدف؟
- من هو الجمهور المستهدف؟
- ما الذي تريد أن يتبادر إلى ذهن جمهورك من أفكار أو مشاعر أو قيم عنك؟
إذا تمكنت من تحديد كل ذلك بوضوح، ستجد أن بناء العلامة الشخصية أمر سهل القيام به.
ماذا تعني كلمة علامة؟
يمكننا تعريف كلمة البراند أو العلامة تعريفًا بسيطًا على إنها مجموعة من الأفكار، والقيم، والمشاعر، والصور، والألوان، التي سيفكر بها العملاء فور سماعهم اسم معين أو رؤيتهم صورة.
ويمكننا بناءً على ذلك أن نعرف بناء العلامة الشخصية بأنها تجربة فريدة يجدها المتلقي في هذه العلامة التجارية الشخصية فقط ولا توجد في غيرها.
وللبراند أو العلامة أربعة عناصر هي:
- الرسالة Message
- السمعة Reputation
- الشخصية Persona
- الثقة Trust
أدوات بناء العلامة الشخصية
يجب أن يتوفر في العلامة الشخصية أدوات معينة لبنائها بشكل صحيح تمامًا مثل العلامة التجارية، وأهمها:
- العلاقات المحيطة سواء في العالم الحقيقي أو على ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث تعتبر العلاقات كالضوء الذي يراك العالم من خلاله، وكلما كانت علاقاتك واسعة وراقية، ستكون صورتك أفضل.
- نوعية المواضيع وجودة الأفكار التي تتحدث عنها، أو تعرضها على جمهورك، والفائدة التي تعود عليهم وأثرها.
- انتقاء المؤلفات، أو المدونات، أو المحاضرات، وورش العمل التي تقدمها وتشارك مع جمهورك.
- الاهتمام بالمناسبات المرتبطة بتخصصك، والانخراط في مجموعات المتخصصين، أو الهيئات، أو النقابات، وأداء أدوار فعالة وإيجابية فيها.
- تقديم أنشطة تطوعية في مجالك كالقيام بالاستشارات المجانية للمهتمين، والمبتدئين في هذا المجال.
- التطور المستمر في مجالك، من خلال متابعة كل المستجدات، والندوات، والدورات التدريبية في مجالك، فجميع المجالات متجددة، تذكر أن قوتك تكمن في قدرتك على مواكبة التجدد.
- الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي؛ لنشر معلومات هامة عن تخصصك، حتى لو لم تكن معلومات دقيقة وعميقة، ولكن تأكد أن تكون واضحة وتناسب المهتمين وحتى غير المختصين مع الحذر وتجنب الدخول في:
- المجالات القابلة للجدل مثل السياسة والجنس.
- البعد عن الأمور التي تقسم المجتمع إلى مؤيد ومعارض.
نصائح هامة لبناء العلامة الشخصية
يوجد عدد من النصائح التي يمكنك الاعتماد عليها عند بناء العلامة الشخصية، ومنها:
دراسة السوق
قبل البدء في بناء العلامة الشخصية يجدر بك دراسة السوق، تعرف على المميزين والمعروفين في نفس مجالك، ابحث في شخصياتهم وتعرف على نقاط قوتهم، ولماذا يثق الجمهور بهم؟ تعرف كذلك على نقاط ضعفهم، وابحث عن أفضل الطرق لتجد ما الشيء الذي يمكنك أن تبرز فيه، وتنافس البارزين فيه، وتعرف على ما يهدد بناء العلامة الشخصية الخاصة بك من خلال تحليل SWOT.
حدد أهدافك وقيمك
ضع أهداف واضحة، مع تحديد القيم التي ستعتمد عليها في بناء العلامة الشخصية؟ حدد الصور التي تريد أن يأخذها الناس عنك وتتبادر إلى ذهن كل من يسمع أو يذكر اسمك؟
وتأكد من وضع خطة لتحقيق أهدافك، وأفضل الوسائل التي يمكنك استخدامها لتحقيق تلك الأهداف وترسيخ القيم والأفكار التي تريد أن تكون في ذهن العملاء والجمهور.
التواصل بحكمة
تأكد من التواصل مع الآخرين بحكمة ووضوح سواء من خلال التواصل المباشر، أو الحضور الشخصي، أو من خلال وسائل التواصل التقنية الحديثة، ومنصات التواصل الاجتماعي، فكل ما يصدر منك سواء كان أقوال أو أفعال سوف يكون محسوبًا، تذكر أن بعض الأخطاء قد تدمر بناء العلامة الشخصية، وتبني صورة سلبية عنك.
تعود على مساعدة الآخرين فيما تتمكن من تقديمه في مجالات تخصصك، ولكن اعلم أنه يجب عليك تقبل قول كلمة “لا أعرف” عندما يمر عليك سؤال يصعب عليك معرفة إجابته.
نصائح أخرى لبناء العلامة الشخصية
هناك بعض الأمور التي يمكنك مراعاتها عند بناء العلامة الشخصية، منها:
- التزام الإيجابية في جميع التصرفات والأقوال والكتابات، تذكر أن السلبية أسرع طرق إنهاء العلامة الشخصية.
- ارفع معاييرك، لا تكن شخص يقبل بالأمور السهلة والعادية، فكما تركز العلامة التجارية القوية على تقديم شيء لم تقدمه علامة أخرى، تعلم ذلك واجعل العلامة التجارية الشخصية الخاصة بك تقدم أمور مختلفة.
- لا تعطي وعودًا لا تثق بقدرتك على تنفيذها، فالمصداقية ستجعل كل من يتعامل معك ويتابعك يرى أفضل ما لديك، ويغض نظره عن زلاتك، ويبررها بأنها غير مقصودة، ولكن هؤلاء الأشخاص “الجمهور” إذا لاحظ عدم المصداقية، ستكون في موضع اتهام دائمًا حتى لو كنت صادقًا.
- جهز بروتفوليو، يحتوي على كل ما يهم جمهورك، واحرص على أن يكون احترافي، ومحتواه ليس طويلًا، أو مملًا، ولا مختصرًا بشكل كبير حتى لا يخل بما ترغب في ذكره.
- استعن بمن لديهم خبرات واستفد منهم، أو من قدمت لهم عملًا مميزًا، أو من قمت بإدارة مشاريع ذات كفاءة عالية لصالحهم، واطلب منهم التحدث عن تجربتهم معك، والتوصية بك.
هل يلزم أن يكون لك شعار لبناء العلامة الشخصية
ليس شرطًا ولكنه عنصر مهم، خاصة في توثيق ما تنشره وتقدمه، وعندما تقوم بعمل شعار يجب أن تحرص على أن يكون مختلفًا، وليس مقلدًا، وكلما كان الشعار بسيط كان أفضل وأرسخ في العقول.
يمر العالم كله حاليًا بأزمات مالية كبيرة، وجميعنا إما قلق أو في ضائقة بسبب غلاء الأسعار، ولكن الخبر الجيد أنك تستطيع أن تبدأ في وضع تصورك، وأهدافك، وخطة بناء العلامة الشخصية الخاصة بك الآن، قبل اشتداد الأوضاع أكثر، استغل كل فرصة لتتمكن من التسويق لذاتك بشكل صحيح قبل فوات الأوان.